المخدرات الخطر الذي لا يعرف الحدود [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] //insert script commands// /* if (bStart) { document.getElementById("pageLoading").style.display = ""; } else { document.getElementById("pageLoading").style.display = "none"; } */ if (newstate == 6 || newstate == 9) { document.getElementById("pageLoading").style.display = ""; } else if (newstate == 8) { showVideo(false); } else { document.getElementById("pageLoading").style.display = "none"; } |
|
تجار المخدرات لا يعنيهم من أي بلد أنت، أو القومية التي تنتمي لها، أو الديانة والمذهب الذي تدين به، أو لون بشرتك، فضحاياهم جميعهم متشابهون، شباب وشابات بلا مستقبل، شخصياتهم مهزومة، ووجوههم تحمل علامات الفشل، لأنهم باتوا عالة على أنفسهم وأسرهم ومجتمعاتها وحكوماتهم، بل على الكون كله، يستهلكون ولا ينتجون، يستنزفون طاقات بلدانهم، بدلا من أن يساهموا في تنميتها، يهددون الأمن الاجتماعي ويعرقلون التقدم، يضيعون إمكانيات ضخمة خاصة وعامة، لخدمة آفة الإدمان أو لمحاربتها، هذه الآفة التي باتت تشكل أحد الأخطار الحقيقة التي تهدد المجتمعات البشرية، كيف لا وهي ظاهرة سرطانية لا تعرف الحدود، أثبتت حتى الآن قدرتها على هزيمة من يحاول لجمها، وهي تواصل انتشارها رغم كل الجهود التي تبذلها الحكومات للسيطرة عليها.. |
|
جيوش من المدمنين [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]لقد أصبح تعاطي المخدرات والإدمان عليها، ظاهرة في أغلب المجتمعات الإسلامية، بما فيها العربية، وبسبب غياب مراكز دراسات لا يعرف أحد كم عدد المدمنين في بلداننا، وكم ستصل أعدادهم غدا وبعد غد، وإلى أي مستوى سيتراجع عمر من يتعاطى المخدرات بعد أن نزل إلى 14 سنة، فالأمر يشبه الحرب المفتوحة، أدركت جميع الدول ضرورة القيام بتحرك مشترك يتعالى على خلافاتها السياسية، ويوجد الجهود لمحاصرة هذه الظاهرة وتجفيف منابعها قبل أن تخرج الأمور نهائيا عن نطاق السيطرة.
في إيران وحدها ربما يكون تقدير عدد من يتعاطون المخدرات هناك ما بين مليونين الى ثلاثة ملايين إيراني تقديرا معقولا، أو بعبارة أخرى واحد من بين كل ثلاثين إيرانياً يتعاطى الأفيون. وبكل تأكيد، هذه النسبة أعلى من ذلك بكثير بين الشباب، وقدر تقرير شبه رسمي أعده محمد على زام رئيس الشؤون الثقافية والفنية في طهران أن نحو خمسة أطنان من المخدرات تستهلك يوميا في العاصمة طهران، ويقول التقرير إن إدمان المخدرات ينتشر بين تلاميذ المدارس.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وتصادر السلطات الإيرانية بمعدل 290 طناً من الأفيون كل عام، لكنهم يفعلون ذلك مقابل تكاليف باهظة - ماديا وإنسانيا، ففي العام الماضي تعرض 56 من رجال الشرطة الايرانيين للقتل خلال محاولتهم الإمساك بمهربي المخدرات. وصرح احمدي مقدم الذي يرأس لجنة مكافحة تهريب المخدرات ان الشرطة صادرت الف طن من الافيون عام 2008 من اصل ثلاثة الاف طن أدخلت الى البلاد.
وفي باكستان هناك جيش من المدمنين، جيش بكل معنى الكلمة، يستوطنون الزوايا القذرة ويفترشون الطرقات، في كراشي وغيرها من المدن الكبيرة، في مشاهد مقززة لا يتحمل مشاهدتها الإنسان الواعي، ينهكون اقتصاد بلادهم، وتتحولون إلى أداة رخيصة بيد الإرهابيين لتنفيذ أعمالهم الإجرامية التي تزعزع الاستقرار وتدفع البلاد نحو حافة الفشل التام.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وفي الدول العربية تزداد أعداد المتعاطين والمدمنين على المخدرات باضطراد، ولا أحد يعرف حجم المشكلة، ولا توجد دراسات جادة حول ذلك، كما يعتري الضعف الجهود التربوية والأمنية والصحية لمواجهة هذه الظاهرة، وهو ما يساعد على انتشارها بدلا من القضاء عليها.
ربما كانت مشكلة المخدرات تشكل تحديا تواجهه الأنظمة العربية، بيد أن التحدي الأكثر أهمية منه هو كيف يمكن معالجة الأسباب التي تدفع بالشباب إلى إلقاء أنفسهم أمام أنياب هذه الآفة الفتاكة، رغم معرفة أغلبهم بالمصير الذي ينتظر من يتعاطى السموم البيضاء.
في مصر مثلا، تتوسع ظاهرة تعاطي المخدرات بشكل جنوني خاصة بين الشباب، وتؤكد العديد من التقارير أن إسرائيل تلعب دورا كبيرا في إغراق مصر بالمخدرات، وفي عام 1996 نشرت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية تقريرا أعده مراسلها، "عوزي ماحانيمي" تحدث فيه عن خطة إسرائيلية تدعي "النصل" لتهريب المخدرات إلى مصر على مدار عقود، التي بدأ تنفيذها منذ الستينيات، حتى الثمانينيات، وكانت الأوامر للتجار في هذه العملية أن تتم عملية البيع بأسعار مخفضة، على أن تكون الأولوية للقاهرة ومدن القناة، بالإضافة إلى المجندين.
وبالنسبة للكثيرين يُعتبر المللُ من واقع الحياة اليومية أحد الدوافع وراء اللجوء للمخدرات، كما أن اليأس من تحسين الأوضاع المعيشية هو من الأسباب الرئيسية لانتشار المخدرات في المجتمعات العربية، ومن بينها المجتمع المصري، الذي ساهمت الأزمة الاقتصادية العالمية الأخيرة في زيادة المشاكل التي يعاني منها أصلا. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وسيلة لتدمير دول بكاملها المخدرات تدمّر الحياة، بل أن بإمكانها أن تدمر دولاً بكاملها. وقد كتب رئيس وزراء الهند الأسبق، جلال لال نهرو، في كتابه (لمحات من تاريخ العالم) عن الدور الخطير الذي قام به المستعمر البريطاني في الصين، حيث جنّد أساطيله لإيصال الهيروين إلى تلك البلاد الغنية، وليضخها بلا مقابل في عروق الصينيين، ليشل حركتهم ويحولهم إلى أكوام من اللحم الحي الميت الذي يعتمد على البريطانيين لكي يبقى على قيد الحياة، وقد استمر هذا الوضع مدة طويلة من الزمن، فيما المستعمرون ينهبون ثرواتهم بكل برودة أعصاب.
وربما ليس من المستغرب أن الكلمة التي يستخدمها الصينيون للإشارة إلى المخدرات هي الكلمة نفسها المستخدمة للإشارة للسم: فالمخدرات تترك أثرها على كل من يلمسها.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size
ويمكن أن تكون تجارة المخدرات بالنسبة لأقلية ضئيلة من الناس مربحة جدا بكل تأكيد، لكن شعب أفغانستان - حيث تتم زراعة الغالبية العظمى من الأفيون في العالم - لا يحصل سوى على النذر اليسير فقط من الأرباح. فغالبية الأموال يجنيها مهربو ومروجو المخدرات خارج حدود أفغانستان. بينما ما يبقى في أفغانستان هو الجريمة المنظمة، واقتصاد مهلهل، وتجارة أسلحة مزدهرة.
ويمكن لتجارة المخدرات، في أسوأ الأحوال، أن تكون عونا قويا لمافيا المخدرات ممن يتصرفون وكأنهم بديل للدولة، يعملون على تغذية حال انعدام الاستقرار والأمن، ويحولون دون اضطلاع الحكومات بمهامها.
لقد أصبحت أفغانستان أكبر منتج للأفيون (المكوّن الأساسي لإنتاج الهيرويين) في العالم، وزاد إنتاج هذه المادة هناك بواقع خمسين في المئة العام الماضي ليغطّي 90 في المئة وأكثر من الطلب العالمي، وذلك حسب تقديرات الأمم المتحدة.
[size=24]
وافاد تقرير صدر أخيرا ان حوالي 7700 طن من الافيون انتجت في افغانستان عام 2008. ولأن إيران جارة أفغانستان من جهة الغرب، فقد حولها تجار الموت إلى ممر لنقل سمومهم إلى الدول الغربية، في عملية تجعل الإيرانيين في الواجهة، إذا ما أريد لهذه التجارة أن تتوقف، وقد أعلن رئيس الشرطة الايرانية الجنرال اسماعيل احمدي مقدم يوم 13/نيسان/2009 أن بلاده مستعدة لتدريب الشرطة الافغانية، من اجل تمكينها لمواجهة عمليات زراعة المخدرات التي تجري بشكل منظم بالرغم من وجود عشرات الآلاف من قوات الناتو.
أخيرا أدرك الجميع ضرورة القيام بجهد مشترك لوضع حد لإنتاج الهيروين في أفغانستان وتهريبه إلى الدول الأخرى، بما يوفر عائدا ماليا لحركة طالبان، يبلغ مئات ملايين الدولارات سنويا، تستخدمه لإفشال الدولة المنتخبة.
وفي هذا الإطار يقول كيم هاولز وزير الدولة للشؤون الخارجية البريطاني: "الحقيقة أن تجارة المخدرات ليست مشكلة أفغانية فحسب، وهي ليست مشكلة تنحصر بالدول التي يمر عبرها الهيروين، كما أنها ليست مشكلة يواجهها فقط العالم النامي، حيث ينتهي بها المطاف عادة، بل إنها تمثل مشكلة بالنسبة لنا جميعا، ويتعين أن تتضافر جهودنا معا على المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية، لمعالجة كل من مشكلتي الإمداد والطلب، إن كنا نريد التغلب عليها.
هناك كم هائل من الجهود التي يتطلب بذلها في هذا لمجال، من بينها تعاون إقليمي أفضل مع شرطة الحدود وضوابط أكبر على المتاجرة بالمواد الكيماوية التي تحول الأفيون إلى هيروين، واستعداد أكبر لتبادل المعلومات الحساسة، وجهود أكثر كثافة لتعقب الأموال الناتجة عن تجارة المخدرات وتقديم مُبَيّضي الأموال للمحاكمة. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]]
مساع خليجية مشتركة
عند الحديث عن جهود الدول العربية لمكافحة المخدرات، تبرز أمامنا الجهود المشتركة التي تبذلها دول مجلس التعاون الخليجي للحد من مخاطر المخدرات وتعاطيها وترويجها، ووقاية مجتمعاتها من آثارها المدمرة على الفرد والمجتمع، فضلا عن مساهمتها في تعزيز الجهد الدولي في سبيل مكافحة المخدرات والوقاية منها.
ورغم أن مشكلة المخدرات في دول الخليج لا تعد مشكلة كبيرة كما يقول الرائد أحمد محمد راشد السعدي مدير مركز تدريب وتأهيل مدمني المخدرات بشرطة دبي بدولة الامارات العربية المتحدة، إلا أن ذلك لا يعني عدم اتخاذ كافة الاجراءات الوقائية التي تحول دون انتشار هذه المشكلة وتحولها إلى ظاهرة.
ويتطلع المسؤولون الخليجيون إلى أن تثمر الاجتماعات الدورية التي يعقدها مدراء أجهزة مكافحة المخدرات في الدول الست، نتائج إيجابية يكون لها الاثر الفعال في الحد من مشكلة المخدرات بدول الخليج العربية وحماية الثروة البشرية الخليجية من اخطارها.
وقد بحث الاجتماع الـ23 لمديري اجهزة مكافحة المخدرات في دول مجلس، والذي عقد في الدوحة مطلع شهر ابريل/نيسان الجاري، تنسيق الجهود من اجل التصدي لظاهرة المخدرات والوصول الى توصيات عملية لتعزيز العمل الخليجي في هذا المجال.
يبقى أن نشير إلى أن تنسيق الأمور بين الدول في إطار ائتلاف إقليمي وعالمي، بات أمر ضروري إذا ما أراد العالم الحر الانتصار على خطر المخدرات كما يريد الانتصار على خطر الإرهاب. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]